to”>يأمل خبراء وباحثو معهد المناطق القاحلة فى مدنين، أن يرى النور مشروع مركز مختصّ لتفريخ طيور الحبارى، المهدّدة بالانقراض في العالم ، وإعادتها إلى محيطها الطبيعي في الصحراء النور، بتوفير التمويل اللازم والمقدّر بــــ10 ملايين دينار.
to”>وفي هذا السياق أوضح الباحث بمخبر تربية الماشية والحياة البريّة بالمعهد ، التوهامي الخرشاني في تصريح لـ(وات) أنه تم اقتراح فكرة المشروع المتمثل في مركز للتكاثر ، بطاقة إنتاج سنوي تبلغ 500 طائر، في أكثر من مناسبة ومنذ سنوات آخرها في 2020 ، مؤكّدا أن إمكانية التمويل والبحث عن داعم للمشروع، يجب أن ينحصرا في الدول الأكثر إقبالا على صيده ، والتي حقّقت نماذج مماثلة ناجحة، في دولة المغرب.
to”>واعتبر أن تجربة المعهد الرائدة في تكثيف تكاثر الطائر بطرق مخبرية ، واستكشاف إنجاز برنامج يهدف إلى المحافظة على الطائر وتقليل خطر انقراضه، يفتح الآفاق لانجاز ذلك المشروع الناجح والقادر على إعادة طائر الحبارى إلى محيطه الطبيعي، وخلق منتوج سياحي واعد، على اعتبار الإقبال الكبير على صيد هذا الطّائر منذ سنوات من هواة الصيد التونسيين والأجانب وخاصة العرب.
to”>ويتطلّب المشروع وفق نفس المصدر، تركيز بناءات وأقفاص شاسعة، وتوفير موارد بشرية مختصّة في التربية والصحة البيطرية والتكاثر، مؤكّدا قدرة المعهد على توفير التكوين والإحاطة لتلك الموارد في مختلف جوانب التربية بإشراف باحثيه، وفق تصريحه.
to”>واعتبر أن طائر الحبارى الذي يعرف بكبر حجمه ويتجاوز وزنه كيلوغرامين وخاصة للذكر، تمّ العمل عليه ضمن برنامج وطني بالتعاون مع كلية العلوم بتونس منذ سنة 1996 ، وبدراسة خصائصه وإعداد دراسات بيولوجية حوله.
to”>وأوضح الخرشاني أن فكرة المشروع، أتت عقب نجاح المعهد في تقنيات إكثاره في أوساط مخبرية بالتلقيح الاصطناعي، وذلك بفضل التعاون مع مراكز دولية مختصّة خاصة من الإمارات العربية المتحدة والمغرب، مضيفا أنّهم نجحوا في تربيته ، في ظروف الأسر ( فضاءات مغلقة) ،بعد التفقيس في حضانات مركّزة والتحكم فيى ذلك من حيث السلامة الصحّية والتغذية الخاصة التي تتطلّب التعقيم والحماية من البكتيريا والتلوث الجرثومي، ثم حضنه وتربية صغاره ، مشيرا إلى أن عمر أكبر طائر بالمعهد يبلغ 24 عاما.
to”>وأكّد نفس المصدر، تفريخ عدد هام من الطيور ، من بيضات ملقّحة ، على اعتبار صعوبة التكاثر الطبيعي لهذا الطائر خارج محيطه الأصلي الصحراء ، مع تمكّن باحثي المعهد من الحصول على فرخ الحبارى من نطفة من ذكور نشأت في ظروف مخبرية.
to”>وقال إن عملية تفريخ الطائر ضمن المشروع المقترح، قد تمكّن لاحقا من تربية صغاره وإطلاقها في الصحراء، بحكم تميّز هذه الفصيلة بالطابع البرّي، مع ضبط فترة محدّدة لصيده، دون التأثير على عدده، المتوفّر في البرية أو التهديد بانقراضه .
to”>وأضاف أن تجربة التحكّم في تربية طائر الحبارى، المحمي بموجب قانون حماية الحياة البرية لعام 1972 في الهند، دفعت إلى تخصيص قفص لتربيته ، وبرمجة أقفاص جديدة للتوسعة ومضاعفة أعداد هذا الطائر، ليس بهدف الإكثار فقط ، بل بإعماره في البرّية، وذلك بإطلاقه في محيطه الأصلي وهو الصحراء، وهي عملية لم تحدث إلى الآن.
to”>وشدّد الحرشاني على أهمية المشروع، الذي يعدّ أحد البدائل الناجحة التي تمّ العمل بها في عدد من الدول ومنها المغرب لحماية الحبارى من الانقراض، ويكتسي آفاقا بيئية و اقتصادية واجتماعية، ليس فقط بقدرته على الحفاظ على الطائر، بل بجذب سوق سياحية واعدة تدعم المسالك السياحية في ولاية مدنين والبلاد التونسية، فضلا عن خلقه فرص عمل لأبناء المنطقة، ومزيد إدماج المنطقة في الدينامكية الاقتصادية.